حوار بين الثلاثة أصدقاء ..

أمام الجامعة

كان يقف الثلاثة ( أيمن و أحمد و خالد )

إلى أن وصل الميكروباص ( السرفيس )

فركبوا

و كان يعلو صوت المذياع ( الراديو )

بإحدى أغانى عيد الأم فكان هذا هو يوم 21 مارس

كانت الأغنية تقول " يا ماما ..

يا أما ..

يا اماتى ..

سلاماتى –

احتراماتى –

قُبُلاتى "

فدار هذا الحوار بين الثلاثة أصدقاء ..



أيمن :

يييييييه .. هم لسه بيذيعوا الأغانى دى ؟

خالد :

عيد الأم بقي ..

موجة و هـتعدى ..

و كل عام و أنتم بخير

أحمد :

هو انت مش بتحب أمك انت و هو ؟

أيمن :

يا عم بحبها

خالد :

انت قلبهتا دراما ليه بس كده يا أحمد ؟

و انت بقي بتحب أمك ؟


أحمد :

أنا والدتى الله يرحمها كنت ....

فيقاطعه
خالد :

سورى يا مان ..

و الله ما كنت أعرف ما كنت أقصد حاجة

أيمن :

و الله احنا ما نعرف الموضوع ده ..

إحنا آسفين

* و فى هذا الوقت يقف الميكروباص

ليركب اثنين من الراكبين

يظهر على أحدهما التدين

و الحزن فى نفس الوقت

و يسأله صديقه عن المكان الذى

سيقيموا فيه العزاء ..

فيزيد هذا الرجل فى البكاء ..

فيصبره صديقه
:

يا أخى البقاء لله

الرجل :

نعم ..

إنا لله و إنا إليه راجعون ..

رحلت من كان يرحمنى الله من أجلها

.. أمى ..

أمى

فتأثر كل الركاب و منهم الأصدقاء الثلاثة

فتحدث
خالد إلى السائق :

طب لو سمحت يا اسطى اطفى الأغانى دى أو شغل لنا قرآن

أيمن :

وحدووووووه

الركاب كلهم فى نفس واحد : لا إله إلا الله


توقف الميكروباص و اتجه كل منهم إلى بيته


أيمن يدخل البيت و ينادى :

ماما .. ماما .. إزيك يا ماما ؟

كل سنة و انتى طيبة ..

سامحينى على اللى حصل من امبارح

أمه :

تعالى فى حضنى يا ابنى ..

أنا عمرى ما بزعل منك

أيمن :

أنا خلاص نويت أعيش فى الجنة تحت أقدامك ..

موافقة ؟

فتُقَبّله أمه و تحتضنه ..

خالد

يدخل البيت فيجد أمه غارقة فى شغل المنزل

فيقول لها :

عنك انتى يا ست الحبايب ..

سلاماتى .. احتراماتى .. قُبُلاتى

أمه :

حبيبى يا ابنى ...

ثوانى و هحضر لك الأكل ..

دا انت نازل على لحم بطنك من الصبح

خالد :

أنا اللى هجهزه النهاردة و كل يوم ..

مش كل يوم يعنى ..

و يبتسم

فتبكى أمه و تضمه فى حضنها


يعود
أحمد

إلى البيت و كان والده فى العمل ..


نظر لصورة أمه المعلقة على الحائط

و أخذ يتذكر أجمل الذكريات معها ..

فكان يتمنى أن تكون معه دائما و لكن القدر !!

فتخطر على باله فكرة ..

فاتصل بأحد أقاربه الذى يعمل

فى دار للمسنين ليذهب معه هناك

فقضى يوما جميلا مع أمهات

تركتهم أبناؤهم فى سجن الشيخوخة

على هامش النسيان و نكران الجميل

و نسوا قول الله تعالى
" و بالوالدين إحسانا " !

فأحس أحمد أن هذه الأمهات تحتاج

للعطف مثلما يحتاج هو لأن يشعر بحنان الأم


فاعتاد أن يذهب لهذه الدار التى وجد فيها

أمهات كثيرة و ليست أماً واحدة ..

فكان أحمد هو ابنهن جميعاً .. يسأل عنهن و يسألن عنه

و أصبحت هذه الدار هى الصدر

الذى يلجأ إليه كلما ضاقت به الحياة

ثم بدأ يصطحب أصدقاءه معه

إلى هناك و منهم
خالد و أيمن بعد أن

عرفوا جميعاً أن حب الأم ليس

مجرد أغنية يسمعوها كل عيد أم

أو شعارات بلا معنى و لكنه طاعة و حب

و عطاء و عمل و لو بسيط لكنه عند الله بكثير


*
*


أخى القارئ آسف للإطالة .. لكنها مجرد حكاية

اذهب الآن و قَبّل يد أمك و عينها

فهذه اليد هى التى تعبت و ربت و هذه العين

هى التى سهرت و بكت من أجلك ,

و فرحت بأن رأتك تكبر أمامها فى كل يوم و لن تسعد إلا بأن تطيعها

اذهب و عش فى جنتها التى تحت أقدامها

و لمن فقد أمه .. ابحث فى حياتك ستجد

من تحتاج للعطف و خذ أنت الثواب ..

فاسعد كل أم من أهلك و من جيرانك و حتى فى الطريق و فى كل مكان