جمعة الغضب" تثور على النظام وتتحدّى القمع.. والرئيس لا يعرف "الهزيمة"!متبت يعني!!!!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

متأخراً ساعات طويلة خلفت عشرات القتلى والجرحى، "تواضع" الرئيس المصري وأطلّ على الجماهير "الثائرة" وربما "المتمرّدة" برأيه..
الجماهير الغاضبة كانت قد أطلقت شعارات مناهضة له شخصياً وسط إصرار على إسقاط "النظام" ولا سيّما "فرعون مصر"، كما وصفوه، وواجهت كلّ أساليب "القمع" التي استخدمت لاخماد روح "ثورتها"، وتحدّت "حظر التجول" الذي أعلنه الرئيس بوصفه "الحاكم العسكري"..
بدا أنّ شيئاً لن يخمد "الانتفاضة المتأخرة" وأنّ شيئاً لن يهدّئ من روع المتظاهرين "المغامرين" فـ"استسلم" الرئيس للأمر الواقع و"خضع" للارادة الشعبية بعيد منتصف الليل فأطلّ على الجماهير المصرية في كلّ مكان بخطاب "تخديري" لا أكثر..
الجماهير أطلقت شعارات على غرار "يسقط يسقط حسني مبارك"، لكنّ الأخير لا يعرف "الهزيمة". في كلمته المقتضبة، اكتفى بالقول إنه طلب من رئيس وزرائه أحمد نظيف تقديم استقالة الحكومة وأمر بتشكيل حكومة جديدة، متجاهلاً الحرائق التي ما زالت نيرانها مشتعلة في القاهرة وباقي المدن، وشبح الفوضى الذي يحوم فوق أراضي مصر.
كلّ ذلك ليس مهماً. المهمّ أنّ الرئيس لا يزال متربّعاً على كرسيّه، التي يطمح لتوريثها إلى نجله، والمهم أيضاً أنه ماض في "الاصلاحات" التي لم ير الشعب شيئاً منها.
مصر تغلي هذه الأيام، والعالم يترقب. فهل تصمد "الانتفاضة" وتستمرّ أم أن هناك من سيخمدها؟!


مبارك يقيل الحكومة.. ولا يستقيل

"يسقط يسقط حسني مبارك"... "يا جمال قول لأبوك شعب مصر بيكرهوك"... "حسني مبارك عايز ايه؟ عايز الناس تبوس رجليه. لا يا مبارك مش ح نبوس، بكرا عليك بالجزمة ندوس"... "حسنى مبارك بره، بره، الانتفاضة مستمرة"...
هي عيّنة من الشعارات التي رفعها المتظاهرون المصريون في مختلف الشوارع المصري في يوم غضب غير مسبوق في التاريخ المصري الحديث..
هي عيّنة من الشعارات التي لم تترك لـ"الصلح" مكاناً مع الرئيس الذي كان يعتقد أنّ نظامه يمتلك من الصلابة ما يجعله يتفادى أي حركة "تمرّد" ومن العلاقات ما يؤمّن له "المستقبل السعيد"..
هي عيّنة من الشعارات التي ردّ عليها الرئيس المصري بالقول أنه ينحاز لحرية التعبير لا الفوضى، بكلّ بساطة، بعد أن روّج الاعلام الرسمي أنّ الهدوء يسيطر على كلّ المناطق المصرية في وقت كانت الفضائيات الاخبارية العربية "تفضح المستور"..
بعيد منتصف الليل، وجد مبارك أنه "ليس باليد حيلة" وأنّ عليه أن يتوجه للشعب بكلمة، ولو مقتضبة، خصوصاً بعد أن استبقه قادة العالم ليعربوا عن "قلقهم العميق" مما يحصل في أرض الفراعنة. فأعلن للجماهير الغاضبة أنه طلب من رئيس وزرائه أحمد نظيف تقديم استقالة الحكومة وأمر بتشكيل حكومة جديدة. وأشار إلى أنّ "طريق الاصلاح الذي اخترناه لا رجوع عنه أو ارتداد، سنمضي فيه بخطوات جديدة تؤكد احترامنا لاستقلال القضاء وأحكامه ومزيد من الحرية للمواطنين". وأضاف انه سيتم اتخاذ خطوات جديدة "لمحاصرة البطالة ورفع مستوى المعيشة وتطوير الخدمات والوقوف إلى جوار الفقراء ومحدودي الدخل".
وبعد دقائق على هذا الخطاب، ظهر الرئيس الأميركي باراك اوباما للتعليق على الأحداث الجارية في مصر، بكلمة بدت وكأنها موجهة من رئيس إلى مرؤوسه، إذ قال إنه تحدث مع مبارك وطلب منه الحفاظ على وعوده بالعمل من أجل زيادة الديمقراطية وزيادة الفرصة الاقتصادية لشعبه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الشارع المصري لن يهدأ...

كلمة مبارك لم تخمد بطبيعة الحال روح
"الثورة" التي سيطرت على الشارع المصري خلال الأيام القليلة الماضية ووصلت لذروتها خلال "جمعة الغضب"..
هكذا، لم تكد كلمة مبارك تنتهي حتى انطلقت تظاهرات شعبية إلى ميدان التحرير في وسط القاهرة، هتف خلالها المحتجون بشعار "يسقط يسقط حسني مبارك"، فيما خرجت تظاهرات مماثلة في بور سعيد، ما يؤشر إلى استمرار "جمعة الغضب" بعدما رفض الشعب المصري مقايضة دماء الشهداء بحكومة نظيف، فيما أفادت الأنباء الواردة من الاسكندرية أن المدينة اشتعلت من جديد.
وكانت أحداث "يوم الغضب" بدأت منذ الصباح الباكر مع سعي السلطات المصرية إلى عزل مصر عن الخارج، عبر إصدار أوامر لمزوّدي خدمة الإنترنت وشركات الهاتف الخلوي الثلاث ("موبينيل" و"فودافون" و"اتصالات") بوقف كل خدماته، في محاولة لمواجهة التظاهرات المتوقعة بمنع كل وسائل الاتصال بين المتظاهرين. واقتصرت وسائل الاتصال في داخل مصر، ومع الخارج، على الخطوط الأرضية، التي واجهت بدورها مشاكل كبيرة، وهو ما أثر بشكل كبير على عمل وسائل الإعلام، التي شكا العديد منها من مصاعب في تغطية الأحداث.
وخرج عشرات آلاف المصريين إلى شوارع القاهرة، بعد انتهاء صلاة الجمعة، وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها قوات الأمن المركزي، التي لجأت إلى قمع المتظاهرين باستخدام الهراوات وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيّل للدموع والرصاص المطاطي، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات، ما أجج الغضب الشعبي، الذي دفع بالمتظاهرين إلى الرد على القمع بمهاجمة رجال الأمن وآلياتهم. وشملت التظاهرات مختلف أحياء القاهرة، وامتدّ لهيبها إلى معظم المدن المصرية، وخصوصاً في الاسكندرية، التي اندلعت فيها المواجهات بعد محاولة قوات الأمن قمع المتظاهرين، والسويس، التي شهدت أشرس المواجهات منذ اليوم الأول للانتفاضة بعد مقتل أربعة من أبنائها، مروراً بالمنصورة ودمياط، وصولاً إلى منطقة القبائل في سيناء شرقاً، ومدينة السلوم غرباً.

كلمة أخيرة...تفوّق الحدث المصري غير المسبوق على الحدث اللبناني الذي غاب عن "التقرير اليومي"..
هي بالفعل رياح "التغيير" وقد هبّت على المنطقة، بما فيها لبنان الذي يستعد لـ"مخاض" تأليف الحكومة الذي يبدأه رئيسها المكلف نجيب ميقاتي اليوم بعد انتهائه من الاستشارات النيابية..
بالأمس، جدّد الرجل القول أنه يسعى لحكومة جامعة تضمّ كل الفرقاء وكذلك لفريق عمل متجانس ومتناغم.. لكنّ المؤشرات لا تدلّ على قدرته على تحقيق ذلك، بظلّ "دفاتر الشروط" التي يتلقاها..
هو يدرك أهمية السرعة، لا التسرّع، في تشكيل الحكومة.. فهل يكون اللبنانيون أمام ولادة سريعة أم فراغ طويل؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]